lundi 19 septembre 2011

للتاريخ نعيد الحوار الدي أجرته الجسور مع رمز الكرامة الصديق كبوري قبل اعتقاله

ارتأيت اعادة نشر هدا الحوار كوثيقة تبرز بجلاء أدبيات النضال السلمي والحضاري وهو حوارجامع بمثابة دليل براءة، لكن للتاريخ فقط سأقف بكل الوسائل المستطاعة لاطلاق سراح أحد الأشخاص الدين أحسبهم من شرفاء هدا البلد،ولن يهنا لنا بال حتى نراه حرا طليقا بيننا
للأخ الصديق كبوري أقول ياجبل مايهزك ريح
الصديق كبوري الكاتب المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل ببوعرفة للجَسور

ابراهيم اللوهابي 20/09/2011

بواسطة: حاوره: سعيد سونا(زائر)
بتاريخ : الإثنين 18-10-2010 10:33 مساء

في إطار الشفافية و ممارسة حقنا كإعلام مستقل قمنا بزيارة لمدينة بوعرفة للوقوف على الأسباب الموضوعية التي جعلت مدينة بوعرفة تشهد احتقانا

اجتماعيا،و ما زاد من إصرارنا هوالتعتيم الاعلامي التي تمارسه بعض المنابر الصحفية على الإقليم سواء الرسمية منها أو الغير رسمية ونظرا لكم المراسلات الهائلة التي ترد على الجريدة ارتأينا أن نأخذ وجهات نظر كل الأطراف المعنية بالأمر من فعاليات المجتمع المدني و المجلس البلدي و المواطنين في انتظار حوار مفتوح مع عامل الإقليم وفي هذا الصدد أجرت جريدتنا حوارا شاملا مع السيد الصديق كبوري الكاتب المحلي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل منسق التنسيقية المكلفة بمحاربة ارتفاع الأسعار والدفاع عن الخدمات العمومية و الفاعل الحقوقي أيضا.


سؤال:السيد الصديق كبوري ماهي الشروط الموضوعية التي جعلتم تصعدون خطواتكم النضالية و ماهي الخطوط العريضة لملفكم ألمطلبي؟
جواب:في بداية الأمر لابد أن أثمن جهدكم وغيرتكم على إقليم فجيج و مدينة بوعرفة،بصفتي مناضل يسعى لتحقيق حياة كريمة للمواطن المحلي. أؤكد لكم أن الشروط الموضوعية التي تدفعنا للاستمرار في معركتنا النضالية لازالت متوفرة مادامت السلطات لم تتعامل معنا بايجابية وهنا يجب آن أؤكد على أن الاحتجاجات و النضالات في مدينة بوعرفة هي مند سنوات عدة.و المواطن عندما يحتج ليس معناه أن الاحتجاج سلوك فطري بالنسبة له بل هو نتيجة الغبن و الأوضاع الاجتماعية المزرية التي يعيشها.ولهذا فان الاحتجاجات في المدة الأخيرة شهدت تصعيدا وستشهد تصعيدا أكثر في الأيام القادمة للأسباب التالية:
-انعدام الحقوق الاقتصادية و الاجتماعية وعلى سبيل المثال الشغل انتم تعلمون أن المنطقة لديها إمكانيات لتوفير فرص للشغل خصوصا القطاع ألمنجمي الذي تم إغلاقه ليجعل المنطقة تتخبط في مشكل البطالة لانعدام أي فرص للشغل تجعلها تمتص اليد العاملة الموجودة هنا.ومقاولات القطاع الخاص القليلة الموجودة في المدينة لا تحترم أدنى الحقوق الواجب توفيرها للعامل وبالتالي المعضلة الأولى هي البطالة.لكن في بعض الأحيان تكون هناك توظيفات في إطار الوظيفة العمومية. لكن ما يلاحظ وخصوصا الإطارات التي تناضل في هذا المجال كجمعية المعطلين و المجازين تكون هاته التوظيفات من خارج الإقليم بل تتم في بعض الأحيان توظيفات مباشرة تتحكم فيها الزبونية والمحسوبية و الو لاءات والحزبية الضيقة.
على مستوى الصحة الوضع كارثي جدا فالإقليم ومدينة بوعرفة تنعدم فيهما البنيات الأساسية المطلوبة في القطاع بل الأكثر من ذلك مؤخرا حتى الاختصاصيين أصبحوا يرفضون المجيء إلى الإقليم و الإدارة لا تحرك المساطيرالادارية تجاه هؤلاء الأطباء الذين يرفضون الالتحاق مما يجعلنا نعيش على وقع خصصا مهول في مجموعة من الاختصاصات الطبية والتجهيزات الأساسية وهذا ما ينعكس سلبا على الوضع الصحي للموطنين وهنا لا بد أن أمدكم برقم اعتبره مؤشر على تدني الخدمات الصحية بالإقليم فمدينة بوعرفة وحدها شهدت 39حالة وفاة في أربعة أشهر من شهر يناير إلى ابريل.كنا ننتظر من الوزارة الوصية آن تفتح تحقيق في هاته النازلة الخطيرة والتي ذهبت بأرواح هؤلاء الأطفال الأبرياء وحتى بعض الاختصاصيين الذين يلتحقون بالمدينة تجدهم غير منضبطين ولا من يحرك ساكنا من المسئولين،فالاختصاصي في الولادة يشتغل أسبوع و يغيب لعدة أشهر بل إن بعض المواطنين لديهم مواعيد لمدة سنة مع اختصاصيين في أمراض العيون ولازالوا ينتظرون. إجمالا القطاع الصحي متردي إلى حد كبير.
ثم أضيف هنا مشكل الفقر وخصوصا في البوادي والرحل حيث ترتفع نسبته في منطقة تالسينت وبوشاون وبومريم حيث لا يجد المواطن هناك ما يسد بيه رمقه و هم في حالة عزلة بعيدين عن كل التجهيزات التي تمكنهم من العيش الكريم بل الإقليم شهد سابقة جوبهت بتعتيم إعلامي غريب حيث توفي 18شخصا من جراء الجوع والإعلام الرسمي يتفرج.
وهناك مسألة التضييق على الحريات بشكل ممنهج وخطير بمدينة بوعرفة وإقليم فجيج.
سؤال:السيد كبوري لتعميم الفائدة ومن اجل فك سوء الفهم والقيام بدورنا نحن كإعلام لطرح مختلف وجهات النظر ماهي مؤخراتكم على السلطة المحلية لأننا سنحاول أن نستمع إلى وجهة نظرها بالنسبة لمشاكل الإقليم؟
جواب:بعد الزيارة الملكية الأخيرة للمدينة و الإقليم علقت الساكنة أمالا كبيرة على هاته الزيارة من اجل التخفيف من حدة هاته المشاكل التي ذكرتها سابقا.و بالفعل تم الإعلان عن مجموعة من المشاريع التي ستساهم في التأهيل الحضري لمدينة بوعرفة.
وفي شهر مارس تم تعيين عامل جديد إدريس ايت مبارك هذا العامل الذي أتى بمقاربة أمنية أكثر منها اجتماعية و اقتصادية وهو بالمناسبة صديق الملك ودرس في المدرسة المولوية رفقة الملك وبالتالي الناس استبشروا خيرا لهذا المعطى لكن الكل تفاجئ لسلوكات هذا العامل الذي نقولها بكل صراحة انه أصبح يشكل عثرة أمام مجموعة من المشاريع التنموية التي من الممكن أن تنطلق في المدينة،ولهذا نقول له نحن كفاعلين اجتماعيين أن الساكنة محتاجة لمقاربة تنموية لان مقاربتك الأمنية محكوم عليها بالفشل لان مجموعة من المكتسبات التي حققها مجموعة من الفاعلين والتي تدخل في إطار الحرية العامة وتوسيع الهامش الديمقراطي و حقوق الإنسان لكن هذا العامل جاء ليجهز على هاته المكتسبات بل تحول مقر العمالة إلى ثكنة عسكرية بمختلف تلاوين الأجهزة الأمنية.
سؤال:لكن ألا يمكن التعامل مع هذا المعطى بنوع من الليونة لان من حق الدولة أن تمارس اختصاصاتها الأمنية خصوصا أن المنطقة هي منطقة حدودية مع دولة تسعى إلى التشويش على المغرب ووحدته الترابية؟
جواب:أنا لست ضد أن تقوم الأجهزة بدورها لكن يجب أن يكون في إطار القانون وانتم تعلمون أن قانون الحريات العامة ينص على انه لو تم تنظيم احتجاج أو تظاهر فان هاته الأجهزة إذا ارتئ لها أن هذا الاحتجاج سيخل بالأمن العام فان النيابة العامة تاخد مثلا مكبر الصوت لتطلب ثلاث مرات من المحتجين أن يتفرقوا لكن هنا في مدينة بوعرفة لم يحصل هذا أبدا.
سؤال:لكن لمادا تلوحون باللجوء إلى الجزائر وانتم تعرفون حساسية الموقف خصوصا أن المغرب حقق تراكمات ومكتسبات في ملف الصحراء المغربية؟
جواب:من منبركم المحترم هذا أريد أن أؤكد على قناعاتنا في الكنفدرالية الديمقراطية للشغل أن هذا الشكل النضالي مرفوض بالبث و المطلق.وقد جلسنا مع الإخوان الذين لوحوا بهاته الخطورة وأقنعناهم بالأمر بل إن مؤتمر الكنفدرالية الديمقراطية للشغل تم تنظيمه بالعيون وهذا فيه دلالة على تشبثنا بمغربية الصحراء وهذا لا يزايد علينا فيه أي شخص.فانا اردد أمام الإخوان دائما مقولة (بلادي وان هانت علي عزيزة وأهلي وان ظنوا بي كرام).
بل يجب أن نذكر بموقف الكنفدرالية فنحن نطالب بمحاكمة حكام الجزائر الذين طردوا المواطنين المغاربة سنة1975في ليلة عيد الأضحى.
سؤال:لكن ما ياخد على مكتبكم المحلي أنكم تشكلون صوتا نشازا بالنسبة للهيئات المحلية الأخرى التابعة للكنفدرالية وطنيا وتتخذون قرارات بشكل انفرادي دون الرجوع إلى القيادة؟
جواب:هذا أمر انفيه جملة وتفصيلا،نحن نشتغل وفوق الثوابت وبتنسيق تام وهذا كلام تروجه السلطة وهو خطاب بائس لا ينطلي على المناضلين والساكنة.
سؤال:السيد صديق كبوري بإيجاز ماهي أهم المؤاخذات التي تسجلونها على المجلس البلدي بعدما تطرقنا لمؤاخاتكم تجاه السلطة مع العلم أنكم تنتمون لحزب يوجد فيه المعارضة داخل المجلس؟
جواب:أولا أنا أكن احتراما كبيرا لرئيس المجلس البلدي و اضن انه يبادلني الاحترام،ولكن نحن لا نحاكم الأشخاص بل الممارسات وفي هذا الصدد لابد من لفت أنظار الجميع إلى أمر خطير وهو سابقة،هو أن العامل الجديد لا يستقبل حتى المنتخبين بمن فيهم المجلس البلدي بالمدينة والمجلس الإقليمي وبعض المواطنين الذين يأتون من مناطق بعيدة. ولهذا أقول للمجلس البلدي لمدينة بوعرفة انه لو كانت لديكم الكرامة خصوصا وانتم تمثلون المواطنين لرفضتم الوصاية المفروضة عليكم من طرف العامل لأنكم لستم قاصرين. والعامل أيضا لا يتعامل مع النقابات وخصوصا أننا قدمنا له ملفنا ألمطلبي وسجلنا فيه مجموعة من الخروقات في ميدان الشغل و مادام لم يستجيب لمطالبنا فانه لم يبقى أمامنا إلا النضال و مزيد من النضال،وانتم تعلمون انه منذ شهر يونيو2006المواطنين يقاطعون دفع فواتير الماء و كنا على وشك إنهاء المشكل إبان العامل القديم بعد التوصل لاتفاق لتسديد فواتير الماء من طرف المجلس البلدي والاقليمي و المكتب الوطني(م-ص-ش)ثم بعدها يتم تسديد فواتير الماء من طرف المواطنين بداية من يناير الفارط 2010لكن بعد مجيء العامل الجديد وقع تراجع في هذا الملف وضرب هدا القرار عرض الحائط وطالب المواطنون بتسديد فواتير المياه مند اليوم الأول من المقاطعة ولوح باستعمال العنف وهذا دليل على انفراد العامل الجديد بالشأن المحلي.
سؤال:السيد كبوري عفوا على المقاطعة لكن انتقاداتك للمجلس البلدي تحكمها خلفية انتخابوية و سياسية حيث انه سبق لكم ان ترشحتم للانتخابات السابقة ولم تفلحوا في النجاح ولهذا تواجهون المجلس من عدة زوايا وتستغلون المجتمع المدني؟
جواب:أولا كما تعلمون الانتخابات في المغرب ليست نزيهة حيث يتم استعمال المال و تدخل الإدارة ولهذا أنا لن يعد لي أي طموح في الترشح ولو كانت الانتخابات نزيهة لنجحت حتى في البرلمان والمواطنين يعلمون ذلك فانا اعتبر أن كل وقتي اخصصه لنضال من اجل كرامة المواطنين وعلى المجلس البلدي ألا يسمح للعامل بالتطاول على اختصاصاته بل أود هنا أن اذكر بمواقفنا الديمقراطية حتى لو كنا كحزب اليسار في الأغلبية السابقة رفقة الاتحاد الاشتراكي كانت لدينا معارك شرسة مع الرئيس السابق.
واذهبوا وتأكدوا من هذا نحن ليست لدينا خصومة مع الأشخاص بل مع الممارسات و همناهو مصلحة المواطن أما المجلس الحالي فقد ارتكب حماقة تجاه سكان حي الواد وهذا حديث الكل هنا في مدينة بوعرفة،ويجب أن تعلموا أيها الإخوة أن هذا الحي كان هامشي وعشوائي كان يضم تقريبا 19منزلا سكنيا وهو موجود منذ 1956وكان لا يتجاوز عدد ساكنيه 20فردا،وكان سيتم تسوية إدماج هؤلاء مند المجلس السابق لكن المجلس الحالي جاء لكي ينتهي هذا المشكل نهائيا وهاته مناسبة من خلال منبركم هذا استغلها لأندد بالقرار الذي اتخذه الرفاق بالتصويت بالإجماع في دورة يوليوز،ففي النضال من اجل المواطنين لا استثني أحدا حيث تم الانتقال من رقم19ال 79ولدي محضر من مستفيدين سأمدكم به لكي تعرفوا كم الخروقات التي حصلت و بالنظر الى المستفيدين نجدهم إما أعضاء في المجلس البلدي أو أقارب لهم وهذا سلوك مرفوض أن يتم استغلال بؤس الناس والاستفادة عبر الحزبية الضيقة والو لاءات و هناك أيضا خروقات في إثبات الملكية حيث دفعوا بالمواطنين للإقدام على شهادة زور و فبركة لائحة على مقاسهم قدموها للمجلس البلدي وهاته فضيحة نحن نعلم أن ذلك سكن عشوائي وان كان من احد يجب أن يستفيد القاطنين هناك هم الأولى أما الخرق القانوني الفاضح هو انه حسب قرائتي للميثاق الجماعي 76المعدل أن المستشار الذي تطرح قضيته في المجلس له الحق في المناقشة دون التصويت ولهذا تم خرق القانون في هذا المجال.
سؤال:السيد الصديق كبوري وصلنا أنكم ستصعدون الأمر في التنسيقية إلى الحد الذي يصل بمقاطعة فواتير الكهرباء وماهي الأشكال النضالية التي ستقدمون عليها مع التذكير انه تدور حولكم شبهات حيث انك شخصيا تصعد متى تريد وتهادن متى تريد؟
جواب:أولا النضال طريق طويل وكما قال(ماوت سيتونغ)(صراع أول إخفاق أول صراع ثاني إخفاق ثاني صراع أخر إخفاق أخر حتى النصر).و النضال في مدينة بوعرفة لا تحكمه عوامل ذاتية وانا احسب نفسي مناضلا متواضعا وسط ساكنة هاته المدينة المناضلة.
أما التلويح بمقاطعة الكهرباء ماهي إلا أوراق للضغط.وإذا نضجت الشروط المناسبة لتنفيذها لمالا،وعلى أي هاته الأمور متروكة لعامل الزمن.
سؤال:وماذا عن الجانب الأمني وانتشار الجريمة في مدينة بوعرفة إلى جانب ظواهر اجتماعية لم تكن مألوفة بالمدينة ؟
جواب:بالفعل في العشر سنوات الأخيرة لاحظنا كثرة حالات الانتحار وارتفاع ظاهرة الدعارة والقتل والسرقة والتعاطي للمخدرات.وهذا راجع للعوامل الاقتصادية والاجتماعية التي ذكرتها سابقا.و هنا نسجل أن الأجهزة الأمنية لا تتعامل بشكل سليم مع هاته الظواهر حيث نلاحظ أن بعض الأحياء كحي(الطوبة)وحي(الشميط)لا تصلهم دوريات الشرطة إضافة إلى بعض النقاط الأمنية السوداء .
سؤال أخير:السيد الصديق كبوري تكلمنا بمافيه الكفاية عن الأسباب الموضوعية لكن في المقابل ألا تشاطر رأي بعض الجهات التي لاحظت أن مدينة بوعرفة أصبحت تعيش حالة مرضية شاذة فان تكلمنا عن الفقر فهو مشكل هيكلي في المغرب وكذلك البطالة والأمية ومشكل الصحة حتى في المدن الكبرى السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح لمادا أصبحت مدينة بوعرفة مدينة احتجاجية بامتياز،تكلمت عن الأمن المواطنين بحي(الطوبة)يرشقون سيارات الأمن بالحجارة فهل هذا هو النضال الواعي انه تعبير عن غياب روح المواطنة لدى الساكنة في بعض الأحيان؟
جواب:نعم هاته المشاكل موجودة في المغرب لكنها تستفحل وترتفع حدتها بمدينة بوعرفة و الإقليم و لأسباب ذكرتها لكم لكن يجب ان نعود إلى التاريخ فهاته المنطقة هي منطقة مناضلة منذ القدم فقد واجهت المستعمر هنا بمقاومة شرسة عندما تأسس الاتحاد المغربي للشغل سنة 1956تأسس في نفس السنة بمدينة بوعرفة بمعنى انه كانت هناك حركة عمالية في المدينة وإضرابات في المناجم بل الأكثر من ذلك كانت المنطقة مسيسة إلى حد بعيد ففي فترة الحركة الوطنية وبداية الاستقلال كان الصراع بين حزب الاستقلال وحزب التحاد الوطني للقوات الشعبية إبان تأسيس هذا الأخير لم يقتصر الأمر على الجدال الفكري والإيديولوجي بل وصل الآمر هنا بالإقليم إلى صراع مسلح سقطت معه أرواح.بمعنى وجود تراكمات جعلت هذا الإقليم مستمر في نضالاته إلى حد اليوم إضافة إلى تأسيس مجموعة من الإطارات(ك-د-ش)والجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذين ساهموا في التأطير السياسي و النقابي للمواطنين وهنا يتبين لي إن تضافر العوامل الموضوعية والذاتية والثبات على المواقف ومواصلة النضال كلها أوامر ستجعلنا نحصل على مطالبنا.


mardi 13 septembre 2011

الصديق كبوري وانكسار المرايا

سعيد سونا

اسمه هكذا الصديق كبوري، نعم وقد كان اسما على مسمى فكان الصدق دستوره المفضل وكان الكبرياء ورباطة الجأش أسلحته في التصدي للشدائد

منذ مدة وأنا في ريبة من أمري حول الكتابة في هذا الموضوع وخصوصا أنه يحمل جانبا ذاتيا يتمثل في انتمائي لإقليم فكيك ،واحة عين الشعير، بل أن مدينة بوعرفة لديها فضلا كبيرا علي حيث درست هناك مدة ثلاث سنوات وحصلت على شهادة البكالوريا على أيدي أساتذة تنفرج أسارير قلبي كلما رأيتهم ،وأنا أتذكر تلك السنين أحس بشوق لطالما كان دافعا لي للتردد على مدينة بوعرفة القلعة المناضلة والبلدة الروحانية التي تريح النفوس، أستسمح من كل من يهمه هذا الأمر لأنني أحس وكأن كل الحروف تخدلني وكلما وجدت نفسي مستقرا على جملة أحسست بإلحاح غريب بداخلي يحذرني بذنب قد ارتكبته في حق أحد شرفاء هذا البلد وعلى مدينة يستغربوا كل أصدقائي أنها الوحيدة من دون المدن التي تستهويني .
واستنتجت أخيرا أن لا القريحة تنفع ولا البلاغة تشفع لكي أفرغ ما بداخلي، فأرجوا من أهلي وأحبتي في القلعة المناضلة أن يتقبلوا وجهة نظر شخص وجد نفسه في الأخير داخل المعادلة و أن من واجبه أن يدلوا بدلوه في قضية أربكت الجميع، إلا الذين يعرفون المناضل الصنديد والمكافح الشريف الذي جعل من مدينة بوعرفة تخرج من شرنقة الصورة النمطية الذي كونها المغاربة عليها،و الذين لا يلتفتون إليها إلا مرتين مرة للانقضاض على ذهب المدينة المتمثل في " الترفاس" ومرة أخرى في عيد الأضحى حيث تعتبر ماشية المدينة الأجود على الصعيد الوطني، لكن الأصداء التي عمت البلاد بعد المعارك النضالية السلمية لسكان مدينة بوعرفة بتاطير من عدة إطارات نضالية أدخلت مدينة بوعرفة نادي المدن الذين سبقوا الحراك السياسي الحاصل بل أن سقفهم النضالي كان أقوى من حركة 20 فبراير بسنين عدة أناس متشبعون بأدبيات النضال وبتضاريسه.
فأي طعم ادن لمدينة بوعرفة بدون الصديق كبوري؟
أي طعم لرجل هزل جسده من هم ثقيل رفعه فوق كاهله وأقسم على ألا تهدأ نفسه حتى تلتفت الدولة للمدينة بإرادة سياسية قوية تجعل المواطن حرا يتمتع بكل حقوقه المشروعة.
فعبد ربه لا يتكلم من فراغ بل أتكلم من مدينة خبرتها وخبرت رجالاتها بحكم زيارتي المتواترة لها، ووجود كم هائل من عائلتي بداية من أخ شقيق إلى أعمام...ولهذا بعد تتبعي للمحاكمة المهزلة التي تحط من هيبة الدولة ولا تقويها لوجود لوبيات تريد أن تعطي إشارات مفادها أن المقاربة الأمنية هي أنجع الطرق لتخليص الدولة من أناس وهبوا نفسهم لكي تنال الطبقة المسحوقة حقها العادل فقط، بدل نشر ثقافة التفاؤل لدى المواطنين بأن دولة القمع والمحاكمات الصورية قد ابتلعتها مزابل التاريخ
وفي نفس السياق أريد آن أطرح أسئلة محددة:
هل ثبت على السيد كبوري تهما من قبيل:
- الخيانة العظمى؟
- هل كان شخصا انفصاليا.؟
- هل السيد كبوري يمارس النضال من اجل النضال فقط وبالتالي فهو يهدا المعنى مراهقا سياسيا ؟
- هل السيد كبوري خطر على الأمن القومي للبلاد؟
- هل السيد كبوري يساهم في إثارة البلبلة وتحريض الساكنة للقيام بأعمال تخريبية،
أقسم بأغلظ الإيمان أن السيد كبوري رجلا وطنيا غيور على مدينته وإقليمه بل الأدهى من ذلك أن السيد كبوري ضحى بلقمة عيشه لكي يهنأ الخادعون .واللبيب بالا شارة يفهم .
وفي المقابل ماهي مطالب السيد الصديق كبوري والتي هي مطالب الساكنة و مطالب ككل غيور ووطني:
إنه يطالب بالحد الأدنى من الخدمات في ميدان الصحة حيث تسجل أكبر عدد من الوفيات نظرا لضعف التجهيزات وللنقص المهول في المسائل اللوجستيكية والبشرية بالمستشفى الإقليمي الوحيد الموجود بالمدينة الذي يختلط فيه عليك الممرض من الطبيب حيث الإهمال، وغياب الاختصاصين حتى أصبح المستشفى كملحقة تابعة لمستشفى الفارابي ، فحتى في أبسط الأمراض يحيلونك على الفارابي كان هذا الأخير
مستشفى نموذجي فيما الوزارة الوصية والدولة لا تقومان بأي مجهود لإرغام الاختصاصين للإلتحاق بالمدينة ؟؟؟؟
يتكلم السيد الصديق كبوري ، قد يقول قائل أن الشغل مطلب لكل المغاربة، لكن في مدينة بوعرفة يستفحل الوضع إلى مستوى خطير، فمن يشتغل أسبوعا ينتظر أسبوعا أخرا طيلة السنة لكي يعاود الاشتغال، فليس هناك أي مرفق يمتص نسبة البطالة المرتفعة هناك.،ضف إلى ذلك عامل الزبونية وإقصاء أبناء المدينة والإقليم من حاملي الشهادات الكبرى من التشغيل بل منهم من نكل به حتى أصبحت البطالة معضلة هيكليا بسبب إهمال الدولة للإقليم فقطاع الإنعاش المعول عليه في مدينة بوعرفة لا يلبي حتى القلة القليلة من طالبي الشغل بل أن المسؤلين عليه لايحترمون حقوق الإنسان،وذلك بإرغامهم لبعض الشيوخ الدين بلغوا من العمر عتيا بل منهم من يعاني من إعاقات مستدامة ويرغمون على الاشتغال وإلا سيحرمون من أجر هزيل لا يتجاوز الألف درهما بدل إحالتهم على المعاش ،فقلة الشغل تدفع بالشباب إلى الفراغ وبالتالي إلى ظواهر اجتماعية مشينة كتعاطي المخدرات واستفحال الجريمة ولهذا يطالب الصديق الكبوري بخلق فضاءات للشباب حتى لا يجنحوا سبيل المظاهر الاجتماعية التي قد تتراكم لتنتج ثقافة اجتماعية أكثر خطورة وخصوصا في الجانب النفسي والاجتماعي للمواطن هناك وسنعود بالتفصيل لهذا الجانب.
يطالب الصديق الكبوري بالحكامة الأمنية بدل سياسة عسكرة المدينة لخنق المطالب المشروعة كما يصر على التصدي للدعارة وبيع الخمور والأقراص المهلوسة والتي تتحمل الدولة النزر الأكبر في استفحالها لتسفيه مطالب المدينة المشروعة.
يطالب كذلك في مجال الحريات العامة بتوسيع هامشها لكي تتصالح الدولة مع الشعارات التي ترفعها والتي لا نجد أي صدى لها في الواقع.
يطالب بفك العزلة عن المدينة عبر تشغيل خط السكك الحديدي، وإيجاد مقاربة سليمة لتشغيل المطار، كما يطالب بعدم نهب خيرات المدينة والإقليم وتفويتها الشركات لا تنتمي للمدينة ولا تحترم أدنى حقوق الشغل وأبجديات التعامل في حقوق الإنسان
فالبرغم بتشبعه بقيم اليسار لا يمنعه انتمائه الحزبي للحزب الاشتراكي الموحد للتصدي لكل من سولت له نفسه العبث بحقوق الساكنة حتى ولو لم تكن تتقاطع معه نفس الايدولوجيا فهو من السياسيين الدين يمقتون الحزبية الضيقة التي ساهمت في تكريس الوضع المؤلم التي تعيشه المدينة ،فكلنا نتذكر الموقف الشجاع والتاريخي للصديق كبوري عندما ندد بقوة بالقرار الغريب الأطوار الذي صدر من السلطة والمجلس البلدي القاضي بغلق المدرسة الوحيدة لتحفيظ القران ،موقف لا ينبري له إلا المتشبعين بقيم العمل السياسي النبيل وليس باستحضار الاختلاف الأيدلوجي في تصريف أي نازلة قد تقع بالمدينة فكلنا نعرف المعركة الحامية الوطيس التي جرت ولازالت تجري بين مكونات اليسار وحزب الاستقلال في المدينة الذي يترأس المجلس البلدي ويتربع على اكبر عدد من المستشارين في الإقليم حيث يترأس 4 جماعات قروية كما لديه ممثل وحيد في البرلمان، ومن هنا نطرح السؤال الذي يفرض نفسه بإلحاح لماذا أو لا يتنطحان هذان الحزبان بكل هاته القوة بالمدينة بل وصل الأمر إلى حد التخطيط من هذا الجانب أو ذاك لتوريط الأخر في ملف أخلاقي يزج به في السجن، ثم ألا يمثلان الحزبين أحد أضلاع الحركة الوطنية ، لولا دخول المعطى القبلي في الصراع لا شكلا قوة سياسية ضاغطة في الإقليم للتوافق على ملف مطلبي قوي، بتماسك أبناء المدينة ونخبها بدل هدر الجهد في صراعات سياسية هامشية ،فالصراع لم يعد مقبولا وخصوصا أن لم يعد ينسجم ومتطلبات المرحلة حيث تسبب في الإجهاز على مكتسبات نضالية ،وقد تستغله بعض الأطراف ليبقى الإقليم يجلد أبنائه .
عموما هذا يحتاج إلى ملف خاص سنحاور فيه جميع القوى بمدينة بوعرفة التي لم تعد تستحمل تلك البرويكندا الرخيصة التي مفادها هل أنت مع قادة أو مع السباعي ؟؟؟
لنغير جميعا من هاته الأسطوانة ومن محتواها فليرحل قادة ويتبعه السباعي فالإقليم يعج بنخب بمقدورها القفز على هاته الطابوهات وتقديم الاظافة للمدينة والإقليم معا،فمطلب تجديد النخب أولوية عند صاحب الجلالة رغم أن النقاش العمومي الحالي يحاول الالتفاف على هدا المطلب بشتى القنوات لصالح تقديس الزعامات وتكرار نفس الوجوه "القدافية " .
ولهدا فل يقاطع الإقليم الانتخابات في انتظار إطلاق احد شرفاء هذا البلد المناضل الاهد الصديق كبوري ،فمثله من يقصد بهم صاحب الجلالة في خطاب العرش بتجديد النخب كما أسلفت الدكر، فمدينة بوعرفة وساكنتها عليها أن تخرج من ثنائية الجهل والعار أليست هاته الثنائية من كانت وراء أكبر وصمة عار تسجل في المدينة عندما خسر السيد الصديق كبوري في دائرته مع شخص اشترى الساكنة ب100 درهم للصوت، نعم أقولها مدوية هناك أصوات غوغاء وهناك عناصر شاذة بفكر عنصري قبلي هل أمثال الصديق كبوري يباعون ب100 درهم إنها وصمة عار وعلامة قبح وذل لأناس لا يفهمون الشريف من الوصولي.
إن السيد الصديق كبوري يعتبر علامة فارقة في الدفع بالملف ألمطلبي للإقليم وفي فضح المتلاعبين بالمال العام والعابثين بحقوق المواطنين ورغم الصفعة التي تلقاها من بني جلدته واصل المسير كأسد لا ينتبه إلى الوراء مرددا
بلادي وإن هانت علي عزيزة
وأهلي وإن ظنوا بي كرام
أعطوني شخصا يشبه الصديق كبوري في حلمه وسعة صدره ،وتشبثه بقناعته التي أوصلته لسجن سيخرج منه بطلا ينضاف غلى زمرة من أعطى ولا يزال يعطي لإقليمنا العزيز.
سجنتموه ذليلا ونحن نأبى إلا أن يكون بطلا بيننا وهاهي إلا أيام قليلة حتى يخرج بقامة لاتنحني ليكمل المسير ولينغص على الفاسدين خططهم في إفساد المدينة.
حاورته كما قلت سالفا منذ ما يقارب السنة فوجدته هادئا هدوءا سورياليا ، سيصنع لهم مجدا لأن هناك ظواهر صوتية تضن آن علو الصوت سيصنع لهم مجدا زائفا فبالحجة والتمكن ينال المراد، وجدت في الصديق كبوري أدب الاستقبال الذي ليس غريبا عن قوم عرفوا بالا ثار والكرم ، الصديق كبوري مثقف من العيار الثقيل يتميز بكريزما المناضل الذي لا يستكين وحتى في استكانته رسالة ماوت ستونغ.
صراع أول وإخفاق اول
صراع ثاني وإخفاق ثاني
حتى النصر
لا يردعه ما يردده المترددون في نضالهم ولا طول السنين وقسوة الأحبة، قوي الشكية ،متمكن من كل الملفات التي يدافع عنها، يمارس النضال بألمعية قل نظيرها، يقول لمن يتهمونها بأنه انفصالي: أنه من أشد المدافعين عن مغربية الصحراء وكان من أكبر المدافعين عن انعقاد المؤتمر الأخير للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بالعيون الجنوبية كرسالة للمشككين .
ويرد على من يتهمه بأنه وراء التلويح باللجوء إلى الجزائر، بأنه بريئ من كل هذا وإن الطريقة السليمة للنضال تبقى هي الإيمان بعدالة المطالب والنضال بطرق سليمة حضارية تكفلها دولة الحق والقانون.
نعم إنه مناضل هادئ لكن بمضامين ثورية وهكذا كانوا العظماء في سلوكهم وهكذا انظاف لاقليمنا شخص عظيم نحسبه مع رموز منطقتنا الدين أبلو البلاء الحسن في اعطاء اشعاع قوي عن الاقليم .
نعم كان هادئا يتكلم بأريحية المتضلع في الأمور، أو لم يقل عبد الكريم الخطابي" فكر بصمت واضرب بقوة " بقوة الحجة والقرينة لا بقوة الحديد والحجارة لا وألف لا آن يكون ملهم و..مؤطر سكان مدينة بوعرفة بهاته الوضاعة ...
ان الذين رشقوا الملك العام ورجال السلطة بالحجارة هم من أسقطوا الصديق كبوري في الانتخابات الفارطة واللبيب ...
ظل الصديق كبوري يناضل بنفس طويل وبعزيمة تجعلك تفتخر بانتمائك لتلك المنطقة الرمزنلكن أتساءل لمادا ضربتم كل الرصيد النضالي الذي راكمه الصديق كبوري ورفاقه عرض الحائط، وانتم تسلكون مسلك الغوغاء فالصديق كبوري لن تسمح له مبادئه للهبوط إلى هذا المستوى الوضيع ،لأن الدولة استغلت الوضع لكي تنقض على رجل من رجالات هذا الزمن لتلفق له تهما بليدة بلادة أصحابها.
إلى ساكنة مدينة بوعرفة أقول ارتفعوا لمستوى الصديق كبوري فهذا الأخير ارتفع لمستوى تراث أجداده، أقول لكم لقد جعل مدينة بوعرفة مثالا للنضال ومدرسة قائمة الذات في عدم الانحناء والخضوع للمساومات، فتعبئوا لمتابعة ماركمه الصديق كبوري بطرق سلمية، لا تتركوا للفرصويون لكن ينقضوا على صيد ثمين أخر .
هزمتموه في انتخابات اعتبرها وسيلة وليست غاية، اعتبرها قناة أخرى إضافة" لكدش"" وجمعية حقوق الإنسان" وتنسيقية محاربة الغلاء والدفاع عن الخدمات العمومية للضغط وتحقيق الملفات العادلة،لعامة المواطنين أقول لاتستغبوا عندما خرج من بطننا رجل بهدا الزخم النضالي نارجعو ا الى التاريخ ،فالتاريخ رجل لاينسى فقد ساهم أجدادنا بقسط وافر في سبيل رقي هدا البلد ،أستسمح فأنا متأكد أنني لم أسرد الملف المطلبي لاقليمنا كاملا ،وأستسمح انقصرت في حقكم .
فعنما قال صاحب الجلالة في خطاب 9مارس لا نريد جهوية بسرعتين قلت في قرارة نفسي ياصاحب الجلالة اننا لم ننطلق بعد فهواة العدم جعلو الاقليم يراوح مكانه ،
للصديق كبوري المجد وعلى الظالمين تدور الدوائر
ظنوا وفرحو بسجنك ولهذا وضعوا نفسهم في تهمة تخرجهم من دولة الإنسان في قول الإمام الشافعي:
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثت الأسود كلاب
لا تحسبن برقصها تعلو على أسيادها
فالأسد أسد والكلاب كلاب
تبقى الأسود مخيفتا في أسرها
حتى وان نبحت عليها الكلاب
وأخيرا وليس أخرا اعلم أنني قصرت في حق أخي الصديق كبوري واستسمح فقد استرسلت في الكتابة بدون تصنع وتركت الباب للعاطفة لكي تتسيد، بدل لغة الخشب .
سأزور مدينتي المفضلة قريبا لكن من الأخبار تبدوا أنها غدت جريحة فأي طعم لمدينة بوعرفة بدون شخص اسمه الصديق كبوري
تقبلوا لغوي وانتم أهل العفو والمكارم
.

http://www.aljassour.com